كتاب: فيض القدير شرح الجامع الصغير من أحاديث البشير النذير **

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: فيض القدير شرح الجامع الصغير من أحاديث البشير النذير **


قال ابن حجر‏:‏ يشكل على هذا ما يوجد الآن من آثار الأمم السابقة كديار ثمود فإن مساكنهم تدل على أن قاماتهم لم تكن مفرطة الطول على حسب ما يقتضيه الترتيب المار وعهدهم قديم والزمن الذي بينهم وبين آدم دون ما بينهم وبين أولاد هذه الأمة ولم يظهر لي إلى الآن ما يزيل هذا الإشكال‏.‏

- ‏(‏حم ق عن أبي هريرة‏)‏ ورواه عنه الطبراني وغيره‏.‏

3929 - ‏(‏خلق اللّه‏)‏ أي قدر ‏(‏مئة رحمة‏)‏ ورحمته إرادة الأنعام أوفعل الإكرام ‏(‏فوضع‏)‏ منها ‏(‏رحمة واحدة بين خلقه‏)‏ أي بين جميع مخلوقاته من أنس وجن وحيوان وغيرها ‏(‏يتراحمون بها‏)‏ أي يرحم بعضهم بعضاً بها حتى أن الدواب ترحم أولادها فترفع حافرها مخافة أن يصيبه فيؤلمه ‏(‏وخبأ عنده مئة إلا واحدة‏)‏ إلى يوم القيامة فلو يعلم الكافر بكل الذي عند اللّه من الرحمة الواسعة لم ييأس من الجنة كما مر ذلك مبسوطاً‏.‏

- ‏(‏م ت عن أبي هريرة‏)‏‏.‏

3930 - ‏(‏خلق اللّه التربة‏)‏ يعني الأرض والترب والتراب والتربة واحد لكنهم يطلقون التربة على الـتأنيث ذكره ابن الأثير ‏(‏يوم السبت‏)‏ قال الحرالي‏:‏ أصل السبت القطع للعمل ونحوه اهـ وفيه رد زعم اليهود أنه أبتدأ في خلق العالم يوم الأحد وفرغ يوم الجمعة واستراح السبت قالوا‏:‏ ونحن نستريح فيه كما استراح الرب وهذا من جملة غباوتهم وجهلهم إذ التعب لا يتصور إلا على حادث ‏{‏إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون‏}‏ ‏(‏وخلق فيها الجبال يوم الأحد وخلق الشجر يوم الاثنين وخلق المكروه يوم الثلاثاء‏)‏ لا ينافيه رواية مسلم وخلق التقوّي أي ما يقوم به المعاش يوم الثلاثاء لأن كلاهما خلق فيه ‏(‏وخلق النور‏)‏ بالراء ولا ينافيه رواية النون أي الحوت لأن كلاهما خلق فيه ‏(‏يوم الأربعاء‏)‏ مثلث الباء كما سبق وما تقرر من أن المراد بالمكروه الشر هو الظاهر الملائم للسياق بقرينة قوله وخلق النور يوم الأربعاء والنور خير ذكره ابن الأثير وإنما سمى الشر مكروهاً لأنه ضد المحبوب ‏(‏وبث فيها‏)‏ قال الحرالي‏:‏ من البث وهو تفرقه آحاد متكثرة في جهات مختلفة ‏(‏الدواب‏)‏ من الدبيب وهو الحركة بالنفس ‏(‏يوم الخميس وخلق آدم بعد العصر من يوم الجمعة في آخر ساعة من ساعات الجمعة فيما بين العصر إلى الليل‏)‏ استدل به في المجموع للمذهب الصحيح أن أول الأسبوع السبت وعليه أكثر أصحاب الشافعي بل في الروض الأنف لم يقل بأن أوله الأحد إلا ابن جرير وإنما خلقها في هذه الأيام ولم يخلقها في لحظة وهو قادر عليه تعليماً لخلقه الرفق والتثبيت‏.‏

سئل شيخ الإسلام زكريا هل خلق اللّه السماوات والأرض في الأسبوع الذي خلق فيه آدم أم قبله وهل عمر الأرض قبل خلقه أم لا فأجاب بما نصه ظاهر الأحاديث أن اللّه خلق السماوات والأرض في الأسبوع الذي خلق فيه آدم فقد روى أنه خلق الأرض يوم السبت والجبال يوم الأحد والشجر يوم الاثنين والظلمة يوم الثلاثاء والنور يوم الأربعاء والدواب يوم الخميس وخلق فيه السماوات إلى ثلاث ساعات بقيت من يوم الجمعة فخلق في الساعة الأولى الآفات والآجال والثانية الأرزاق والثالثة آدم وأما الأرض فعمرها قبل آدم الجن ومنهم إبليس اهـ بنصه‏.‏

- ‏(‏حم م‏)‏ وكذا النسائي ‏[‏ص 448‏]‏ ‏(‏عن أبي هريرة‏)‏ قال‏:‏ أخذ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بيدي فذكره قال الزركشي‏:‏ أخرجه مسلم وهو من غرائبه وقد تكلم فيه ابن المديني والبخاري وغيرهما من الحفاظ وجعلوه من كلام كعب الأحبار وأن أبا هريرة إنما سمعه منه لكن اشتبه على بعض الرواة فجعله مرفوعاً وقد حرر ذلك البيهقي ذكره ابن كثير في تفسيره وقال بعضهم‏:‏ هذا الحديث في متنه غرابة شديدة فمن ذلك أنه ليس فيه ذكر خلق السماوات وفيه ذكر خلق الأرض وما فيها من سبعة أيام وهذا خلاف القرآن لأن الأربعة خلقت في أربعة أيام ثم خلقت السماوات في يومين‏.‏

3931 - ‏(‏خلق اللّه عز وجل الجن ثلاثة أصناف صنف حيات وعقارب وخشاش الأرض‏)‏ أي على صورتها ومن ثم ندب إنذارها قبل قتلها ‏(‏وصنف كالريح في الهواء‏)‏ وهذان الصنفان لا حساب ولا عقاب عليهما كما يشير إليه قوله ‏(‏وصنف عليهم الحساب والعقاب‏)‏ أي مكلفون ولهم وعليهم فيما كلفوا ما يستحقونه ‏(‏وخلق اللّه الإنس ثلاثة أصناف صنف كالبهائم‏)‏ زاد الديلمي في روايته هنا قال اللّه تعالى ‏{‏لهم قلوب لا يفقهون بها‏}‏ الآية ‏(‏وصنف أجسادهم أجساد بني آدم وأروحهم أرواح الشياطين‏)‏ أي مثلها في الخبث والشر ‏(‏وصنف في ظل اللّه يوم لا ظل إلا ظله‏)‏ يعني في ظل عرشه فلا يصبهم وهج الحر في ذلك الموقف الأعظم حين يصيب الناس ويلجمهم العرق إلجاماً قال الغزالي‏:‏ قال وهب‏:‏ بلغنا أن إبليس تمثل ليحيى بن زكريا فقال‏:‏ أخبرني عن بني آدم قال‏:‏ هم عندنا ثلاثة أصناف أما صنف منهم فأشد الأصناف علينا نقبل عليه حتى نعنته ونتمكن منه ثم يفزع إلى الاستغفار والتوبة فيفسد علينا كل شيء أدركنا منه ثم نعود إليه فيعود فلا نحن نيأس منه ولا نحن ندرك منه حاجتنا فنحن منه في عناء والصنف الآخر في أيدينا بمنزلة الكرة في أيدي صبيانكم نتلقفهم كيف شئنا والصنف الثالث مثلك معصومون لا نقدر منهم على شيء‏.‏

- ‏(‏الحكيم‏)‏ الترمذي في النوادر ‏(‏وابن أبي الدنيا‏)‏ أبو بكر القرشي ‏(‏في‏)‏ كتاب ‏(‏مكايد الشيطان وأبو الشيخ ‏[‏ابن حبان‏]‏ في‏)‏ كتاب ‏(‏العظمة وابن مردويه‏)‏ في تفسيره وكذا الديلمي كلهم ‏(‏عن أبي الدرداء‏)‏ وفيه يزيد بن سنان الزهاوي قال في الميزان‏:‏ ضعفه ابن معين وغيره وتركه النسائي ثم ساق له مناكير هذا منها‏.‏

3932 - ‏(‏خلق اللّه آدم فضرب كتفه اليمنى فأخرج ذرية بيضاء كأنهم اللبن ثم ضرب كتفه اليسرى فخرج ذرية سوداء كأنهم الحمم قال هؤلاء في الجنة‏)‏ واستعملهم بالطاعة ‏(‏ولا أبالي وهؤلاء في النار‏)‏ واستعملهم بالمعاصي ‏(‏ولا أبالي‏)‏ فمن سبقت له السعادة قيض اللّه له من الأسباب ما يخرجه من الظلمات إلى النور ومن غلبت عليه الشقوة سلط عليه الشياطين فأخرجته من نور الفطرة إلى ظلمات الكفر والحيرة فهو الهادي والمضل يضل من يشاء ويحكم ما يريد لا راد لحكمه ولا معقب لقضائه فتعالى اللّه الملك ‏{‏لا يسأل عما يفعل‏}‏‏.‏

- ‏(‏ابن عساكر‏)‏ في التاريخ ‏(‏عن أبي الدرداء‏)‏ وظاهر صنيع المصنف أنه لم يره مخرجاً لأحد من المشاهير الذين وضع لهم الرموز وهو ذهول عجيب فقد خرجه عن ‏[‏ص 449‏]‏ أبي الدرداء أحمد والطبراني والبزار وغيرهم قال الهيثمي‏:‏ ورجاله ثقات انتهى‏.‏ فعدول المصنف لابن عساكر مع وجود هؤلاء قصور أو تقصير‏.‏

3933 - ‏(‏خلق اللّه يحيى بن زكريا في بطن أمه مؤمناً وخلق فرعون في بطن أمه كافراً‏)‏ قال الذهبي‏:‏ وكذلك جميع من خلقه فليس للرسل أثر في سعادة أحد كما أنه ليس لإبليس أثر في شقاوة أحد لتمييز أهل القبضتين عند الحق قبل بعثة الرسل لا يزيدون ولا ينقصون اهـ ومذهب أهل الحق أن الإيمان لا ينفع عند الغرغرة ولا عند معاينة عذاب الاستئصال وأخذ علماء الأمة الذين عليهم المعول من ذلك إجماعهم على موت فرعون على كفره وأنه لم ينفعه قوله حين أدركه الغرق ‏{‏آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين‏}‏ وأما ما صرح به القاضي عبد الصمد الحنفي من أهل القرن الخامس أن مذهب الصوفية أن الإيمان ينتفع به ولو كان بعد معاينة العذاب فلا التفات له لمحالفته لما حكى عليه الإجماع وكذا ما جزم به في الفتوحات من صحة الإيمان عند الاضطرار وأن فرعون مؤمن فلا التفات لذلك وإن كنا نعتقد جلالة قائله فإن العصمة ليست إلا للأنبياء وفيه رد لقول بعض الفرق إن الكفر والإيمان مكتسبان للعبد غير مخلوقين ولقول البعض الكفر مخلوق دون الإيمان‏.‏

قال الغزالي‏:‏ من هنا يأتي الشيطان الإنسان فيقول لا حاجة لك إلى العمل لأنك إن خلقت سعيداً لم يضرك قلة العمل أو شقياً لم ينفعك فعله فإن عصم اللّه العبد رده بأن يقول له إنما أنا عبد اللّه وعلى العبد امتثال العبودية والرب أعلم بربوبيته يحكم ما يشاء ويفعل ما يريد ولأنه ينفعني العمل كيف كنت لأني إن كنت سعيداً احتجت إليه لزيادة الثواب أو شقياً فكذلك كي لا ألوم نفسي على أن اللّه لا يعاقبني على الطاعة بكل حال كيف ووعده الحق وقد وعد على الطاعة الثواب‏.‏

- ‏(‏عد طب‏)‏ وكذا الديلمي ‏(‏عن ابن مسعود‏)‏ قال الهيثمي‏:‏ إسناده جيد انتهى وأورده الذهبي في الميزان في ترجمة محمد بن سليم العبدي من حديثه عن النسائي وغيره أنه غير قوي وعن آخرين أنه ثقة‏.‏

3934 - ‏(‏خلق اللّه الحور العين من الزعفران‏)‏ وفي رواية ذكرها الثعلبي في تفسيره أنهن خلقن من تسبيح الملائكة وفي رواية أخرى من المسك وقد يجمع بخلق بعض من زعفران وبعض من تسبيح وبعض من مسك وفي شرح البخاري لابن الملقن عن ابن عباس خلقت الحور من أصابع رجليها إلى ركبتيها من الزعفران ومن ركبتيها إلى ثدييها من المسك الأذفر ومن ثدييها إلى عنقها من العنبر الأشهب ومن عنقها إلى نهاية رأسها من الكافور الأبيض قال ابن القيم‏:‏ هن المنشئات في الجنة لسن مولودات بين الآباء والأمهات وإذا كانت هذه الخلقة الآدمية التي هي أحسن الصور ومادتها من تراب فما الظن بصورة خلقت من مادة زعفران الجنة‏.‏

- ‏(‏طب عن أبي أمامة‏)‏ ورواه عنه الديلمي أيضاً‏.‏

3935 - ‏(‏خلق اللّه الإنسان والحية سواء إن رآها أفزعته وإن لدغته أوجعته فاقتلوها حيث وجدتموها‏)‏ قاله حين سئل عن قتل الحيات‏.‏

- ‏(‏الطيالسي‏)‏ ثم الديلمي ‏(‏عن ابن عباس‏)‏ قال‏:‏ ذكر رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم الحية فقاله ورواه عنه أيضاً الطبراني في الأوسط قال الهيثمي‏:‏ وفيه جابر غير منسوب والظاهر أنه الجعفي وقد ضعفوه‏.‏

‏[‏ص 450‏]‏ 3936 - ‏(‏خلقت الملائكة من نور وخلق الجان‏)‏ أبو الجن أو إبليس ‏(‏من مارج من نار‏)‏ أي من نار مختلطة بهواء مشتعل والمرج الاختلاط فهو من عنصرين هواء ونار كما أن آدم من عنصرين تراب وماء عجن به فحدث له اسم الطين كما حدث للجن اسم المارج ‏(‏وخلق آدم مما وصف لكم‏)‏ ببناء وصف للمفعول أي بما وصفه اللّه لكم في مواضع من كتابه ففي بعضها أنه خلقه من ماء وفي بعضها من تراب وفي بعضها من المركب منهما وهو الطين وفي بعضها من تراب، وفي بعضها من صلصال وهو طين ضربته الشمس والريح حتى صار كالفخار قال الغزالي‏:‏ قد اجتمع في الفخار والنار والطين، والطين طبعه السكون والنار طبعها الحركة فلا يتصور نار مشعلة تسكن بل لا تزال تتحرك بطبعها وقد كلف المخلوق من النار أن يطمئن من حركته ساجداً لما خلق من طين فأبى واستكبر أن يسجد لآدم فلا مطمع في سجوده لأولاده‏.‏

قال ابن عربي‏:‏ قال مما وصف لكم ولم يقل كما قال فيما قبله طلباً للاختصار فإنه أوتي جوامع الكلم وهذا منها إذ الملائكة لم يختلف أصل خلقتها ولا الجان وأما الإنسان فاختلف خلقه على أربعة أنواع فخلق آدم لا يشبه خلق حواء وخلق حواء لا يشبه خلق آدم وخلق عيسى لا يشبه خلق الكل فأحال على ما وصل إلينا من تفصيل خلق الإنسان ولما كان خلق الجان من نار كان فيه طلب القهر والاستكبار فإن النار أرفع الأركان مكاناً ولها سلطان على الإحالة فلذلك قال ‏{‏أنا خير منه‏}‏ وما علم أن سلطان الماء الذي خلق منه آدم أقوى منه فإنه يذهبه والتراب أثبت منه ليرده ويبسه فلآدم القوة والثبوت لغلبة دينك الركنين عليه وإن كان فيه الآخران لكن ليس لهما ذلك السلطان وأعطى آدم التواضع للطينة فإن تكبر فلعارض بقلبه لما فيه من النارية كما يقبل اختلاف الصور في خياله وأحواله من الهوائية وأعطى الجان التكبر للنارية فإن تواضع فلعارض لما فيه من الترابية كما يقبل الثبات على الإغواء إن كان شيطاناً وعلى الطاعة إن لم يكن ففيهم الطائع والعاصي ولهم التشكل في أي صورة شاؤوا وفيهم التناسل كما مر وكان وجودهم بالقوس وهو ناري هكذا ذكر الوالد حفظه اللّه تعالى فكان بين خلق الجان وخلق آدم ستون ألف سنة والتوالد في الجن باق إلى اليوم كما فينا فالملائكة أرواح منفوخة في أنوار والجان أرواح منفوخة في رياح والأناس أرواح منفوخة في أشباح ويقال لم يفصل عن الجني الأول أنثى كما فصلت حواء بل خلق له فرج في نفسه فنكح بعضه بعضاً فأتى بذكران وإناث ثم نكح بعضها بعضاً فكان خلقه خنثى ولما غلبت على الجن عنصر الهواء والنار كان غذاؤهم ما يحمله له الهواء مما في العظام من الدسم وصفته اجتماع بعضهم ببعض في النكاح مثل ما تبصر الدخان الخارج من الأتون ومن فرن الفخار يدخل بعضه في بعض فيلتذ كل منهما بذلك التداخل ويكون ما يلقونه كلقاح النخلة بمجرد الرائحة كغذائهم‏.‏

- ‏(‏حم م‏)‏ في آخر الصحيح ‏(‏عن عائشة‏)‏ ولم يخرجه البخاري‏.‏

3937 - ‏(‏خلقت النخلة والرمان والعنب من فضل طينة آدم‏)‏ فبينها وبين بني آدم قرابة وتشابه معنوي وفي الحديث المار أكرموا عمتكم النخلة فإنها خلقت من فضلة طينة أبيكم آدم‏.‏

- ‏(‏ابن عساكر‏)‏ في التاريخ ‏(‏عن أبي سعيد‏)‏ الخدري قال‏:‏ سألنا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم مم خلقت النخلة فذكره وظاهر صنيع المصنف أنه لم يره لأشهر من ابن عساكر ولا أقدم مع أن الديلمي خرجه عن أبي سعيد أيضاً لكن سنده مطعون فيه‏.‏

3938 - ‏(‏خلل‏)‏ ندباً صرف الأمر عن الوجوب لأخبار أخر ‏(‏أصابع يديك ورجليك‏)‏ في الوضوء والغسل فإيصال الماء إلى ما بين الأصابع واجب والتخليل سنة ويحصل التخليل بأي كيفية كانت والأفضل كيفية مبينة في الفروع‏.‏

- ‏(‏حم ‏[‏ص 451‏]‏ عن ابن عباس‏)‏ قال‏:‏ سأل رجل النبي صلى اللّه عليه وسلم عن شيء من أمر الصلاة فقال له خلل إلخ‏.‏ قال الهيثمي‏:‏ فيه عبد الرحمن بن أبي الزناد ضعيف‏.‏

3939 - ‏(‏خللوا‏)‏ ندباً والصارف عن الوجوب أخبار أخر ‏(‏بين أصابعكم‏)‏ أي أصابع يديكم ورجليكم إذا تطهرتم ‏(‏لا‏)‏ يعني لئلا ‏(‏يخللها اللّه يوم القيامة بالنار‏)‏ يعني حافظوا على التخليل واحذروا تفريطكم فيه فإن من أهمله يخلله اللّه يوم القيامة بنار جهنم قال الكمال‏:‏ مؤدى التركيب أي تركيب هذا الخبر أن التخليل يراد لعدم التخلل وهو لا يستلزم أن عدم التخليل يستلزم تخلل النار إلا لو كان علته مساوية وهو منتف وإلا كان التخليل واجباً بعد اعتقادهم حجية الحديث لكن المعدود في السنن التخليل بعد العلم بوصول الماء إلى ما بينهما وهو غير واجب وحينئذ فليس هو مقروناً بالوعيد بتقدير الترك فلا حاجة إلى ضمه في السؤال القائل خللوا يفيد الوجوب فكيف وهو مقرون بالوعيد ثم تكلف الجواب بأنه مصروف عنه بحديث الأعرابي وحديث حكاية وضوئه عليه السلام إذ ليس فيهما التخليل والوعيد مصروف إلى ما لو لم يصل الماء بين الأصابع‏.‏

- ‏(‏قط عن أبي هريرة‏)‏ قال الحافظ ابن حجر‏:‏ إسناده واه جداً وتبعه السخاوي وقال ابن الهمام‏:‏ حديث ضعيف بيحيى بن ميمون التمار‏.‏

3940 - ‏(‏خللوا بين أصابعكم‏)‏ أي أصابع أيديكم وأرجلكم ‏(‏لا يخلل اللّه بينهما بالنار ويل للأعقاب من النار‏)‏ أي شدة هلكة لأعقاب أرجلكم من عذاب نار جهنم‏.‏

- ‏(‏قط عن عائشة‏)‏ قالت‏:‏ كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يتوضأ ويخلل بين أصابعه ويدلك عقيبه ويقول خللوا أصابعكم لا يخلل اللّه بينهما بالنار ويل للأعقاب من النار هذا لفظ الدارقطني من رواية عمر بن قيس ثم قال أعني الدارقطني‏:‏ ضعيف لضعف قيس ويحيى بن ميمون وقال ابن حجر‏:‏ سنده ضعيف جداً اهـ ورواه الطبراني والديلمي من حديث ابن مسعود ثم قال الديلمي‏:‏ وفي الباب أبو هريرة اهـ فكان ينبغي للمصنف استيعاب مخرجيه إشارة لاكتسابه بعض القوة‏.‏

3941 - ‏(‏خللوا لحاكم‏)‏ في الوضوء والغسل بالكيفية المعروفة ‏(‏وقصوا أظفاركم‏)‏ من اليدين والرجلين إذا طالت ‏(‏فإن الشيطان‏)‏ إبليس ويحتمل أن أل فيه للجنس ‏(‏يجري ما بين اللحم والظفر‏)‏ فإنه يحب الأنتان والأقذار وما يجتمع تحت الظفر من الوسخ يحبه فيسكن إليه ومن فوائد التخليل إيصال الماء إلى الشعر والبشر ومباشرة البشرة والشعر باليد ليحصل تعميمه بالماء وتأنيس البشرة لئلا يصيبها بالصب ما تتأذى به والأمر للندب، نعم إن توقف إيصال الماء على التخليل وإزالة الظفر وجب‏.‏

- ‏(‏خط في‏)‏ كتاب ‏(‏الجامع وابن عساكر‏)‏ في تاريخه ‏(‏عن جابر‏)‏ بن عبد اللّه‏.‏

3942 - ‏(‏خليلي من هذه الأمة أويس‏)‏ بن عامر أو عمرو ‏(‏القرني‏)‏ بفتح القاف والراء نسبة لقبيلة من مراد من اليمن ووهم الجوهري في قوله قرن الميقات وهو راهب هذه الأمة لم يره النبي صلى اللّه عليه وسلم وإنما دل على فضله قتل مع علي بصفين وقيل مات على أبي قبيس وقيل بدمشق وذكروا في موته قصصاً تشبه المعجزات وفي الميزان عن مالك أنه أنكره‏.‏ وقال ابن حبان‏:‏ كان بعض أصحابنا ينكرونه‏.‏

- ‏(‏ابن سعد‏)‏ في الطبقات ‏(‏عن رجل‏)‏ من التابعين ‏(‏مرسلاً‏)‏ غير مسند‏.‏

3943 - ‏(‏خمروا‏)‏ غطوا وكل ما سترك من شيء فهو خمر ‏(‏الآنية‏)‏ جمع قلة كأدمة جمع أديم ذكره الزمخشري ‏(‏وأكئوا‏)‏ ‏[‏ص 452‏]‏ بكسر الكاف‏:‏ شدوا ‏(‏الأسقية‏)‏ أي أفواهها بنحو خيط ‏(‏وأجيفوا‏)‏ بحيم وفاء أغلقوا ‏(‏الأبواب‏)‏ أي أبواب دوركم ‏(‏واكفتوا‏)‏ بهمزة وصل بكسر الفاء ‏(‏صبيانكم‏)‏ أي ضموهم إليكم والمراد أولادكم ذكوراً وإناثاً ‏(‏عند المساء‏)‏ أي الغروب وما بين العشاءين فامنعوهم من الحركة وأدخلوهم البيوت ‏(‏فإن للجن‏)‏ بعد الغروب ‏(‏انتشاراً وخطفة‏)‏ بالتحريك جمع خاطف وهو أن يأخذ الشيء بسرعة والخطفة الأخذ بسرعة ‏(‏وأطفئوا‏)‏ بهمزة قطع وسكون المهملة وكسر الفاء بعدها همزة مضمومة ‏(‏المصابيح عند الرقاد‏)‏ أي عند إرادة النوم ‏(‏فإن الفويسقة‏)‏ بالتصغير الفأرة ‏(‏ربما اجترت الفتيلة‏)‏ من المصباح بجيم ساكنة وفوقية وراء مشددة مفتوحتين ‏(‏فأحرقت أهل البيت‏)‏ وهم لا يشعرون وهذا يفيد أنه لو أمن جرها كما لو كان في قنديل لا يطلب إطفاءه عند النوم وقد سبق ما فيه والأوامر في هذا الباب وأمثاله إرشادية وتنقلب ندبية بفعلها بقصد الامتثال‏.‏

- ‏(‏خ عن جابر‏)‏ كلام المصنف كالصريح في أن ذا مما تفرد به البخاري عن صاحبه وهو غفلة فقط عزاه الديلمي وغيره لهما معاً‏.‏

3944 - ‏(‏خمروا وجوه موتاكم‏)‏ يعني المحرمين فإنه قال ذلك في المحرم يموت ‏(‏ولا تشبهوا‏)‏ بحذف إحدى التاءين للتخفيف ‏(‏باليهود‏)‏ في رواية بدله بأهل الكتاب فإنهم لا يغطون وجوه من مات منهم والخمار ثوب تغطي به المرأة رأسها والجمع خمر مثل كتاب وكتب واختمرت المرأة وتخمرت لبست الخمار‏.‏

- ‏(‏طب‏)‏ من حديث عطاء ‏(‏عن ابن عباس‏)‏ قال الهيثمي‏:‏ رجاله ثقات‏.‏

3945 - ‏(‏خمس‏)‏ من الخصال ‏(‏بخمس‏)‏ أي مقابلة بها ‏(‏ما نقض قوم العهد‏)‏ أي ما عاهدوا اللّه عليه أو ما عاهدوا عليه قوماً آخرين ‏(‏إلا سلط عليهم عدوهم‏)‏ جزاء بما اجترحوه من نقض العهد المأمور بالوفاء به ‏(‏وما حكموا بغير ما أنزل اللّه‏)‏ في كتابه القرآن عن عمد أو جهل ‏(‏إلا فشا فيهم الفقر ولا ظهرت فيهم الفاحشة‏)‏ يعني الزنا ولم ينكروا على فاعله ‏(‏إلا فشا فيهم الموت‏)‏ كما وقع في قصة بني إسرائيل ‏(‏ولا طففوا المكيال إلا منعوا‏)‏ بضم الميم ‏(‏النبات‏)‏ يعني البركة فيه ‏(‏وأخذوا بالسنين‏)‏ قال في الفردوس‏:‏ يقال لعام المجاعة والقحط سنة وجمعها سنون ‏(‏ولا منعوا الزكاة‏)‏ أي إعطاءها إلى مستحقيها ‏(‏إلا حبس عنهم الفطر‏)‏ أي المطر‏.‏

- ‏(‏طب عن ابن عباس‏)‏ ظاهر صنيع المصنف أنه لا يوجد مخرجاً لأحد من الستة وهو ذهول فقط خرجه ابن ماجه باللفظ المزبور عن ابن عباس كما بينه الديلمي وغيره‏.‏

3946 - ‏(‏خمس صلوات‏)‏ قال الطيبي‏:‏ مبتدأ وقوله ‏(‏افترضهن اللّه عز وجل‏)‏ صفة صلوات والجملة الشرطية بعده خبر وهي قوله ‏(‏من أحسن وضوءهن‏)‏ أي أتى به كاملاً بسننه وآدابه ‏(‏وصلاهن لوقتهن‏)‏ أي لأوقاتهن المعلومة ولعله المراد في أول أوقاتهن ‏(‏وأتم ركوعهن وسجودهن‏)‏ أي أتى بهما تامين بأن اطمأن فيهما ووفى حقهما من الأذكار الواردة ‏(‏وخشوعهن‏)‏ بقلبه وجوارحه ‏(‏كان له على اللّه‏)‏ تفضلاً وتكرماً ‏(‏عهد أن يغفر له‏)‏ إما جملة محذوفة مبتدأ أو صفة عهد وإما بدل من عهد وهو الأمان والعهد الميثاق وعهد اللّه واقع لا محالة ‏{‏إن اللّه لا يخلف الميعاد‏}‏ قال الطيبي‏:‏ وقوله أن يغفر له على حذف ‏[‏ص 453‏]‏ الياء فإن العهد في معنى الوعد كما يقال وعد بكذا ‏(‏ومن لم يفعل‏)‏ ذلك على الوجه المذكور ‏(‏فليس له على اللّه عهد إن شاء غفر له‏)‏ ما ترك من الصلوات وعفى عنه فضلاً ‏(‏وإن شاء عذبه‏)‏ عدلاً قال القاضي‏:‏ شبه وعد اللّه بإثابة المؤمن على عمله بالعهد الموثوق به الذي لا يخلف ووكل أمر التارك إلى مشيئته تجويز للعفو وأنه لا يجب على اللّه شيء ومن ديدن الكرام محافظة الوعد والمسامحة في الوعيد‏.‏

- ‏(‏د هق عن عبادة بن الصامت‏)‏ واللفظ لأبي داود وظاهر صنيع المؤلف أن أبا داود تفرد به من بين الستة وليس كذلك بل قد عزاه الصدر المناوي وغيره للترمذي والنسائي أيضاً‏.‏

3947 - ‏(‏خمس صلوات كتبهن اللّه على العباد فمن جاء بهنّ لم يضيع منهنّ شيئا استخفافاً بحقهنّ‏)‏ قال الباجي‏:‏ احترز عن السهو وقال ابن عبد البر‏:‏ تضييعها أن لا يقيم حدودها ‏(‏كان له عند اللّه عهد أن يدخل الجنة‏)‏ أي مع السابقين أو من غير تقديم عذاب ‏(‏ومن لم يأت بهنّ‏)‏ على الوجه المطلوب شرعاً ‏(‏فليس له عند اللّه عهد إن شاء عذبه‏)‏ عدلاً ‏(‏وإن شاء أدخله الجنة‏)‏ برحمة فضلاً فعلم من هذا وما قبله وبعده أن تارك الصلاة لا يكفر وأنه لا يتحتم عذابه بل هو تحت المشيئة‏.‏

- ‏(‏مالك حم د ن ه حب ك عن عبادة بن الصامت‏)‏ قال الزين العراقي‏:‏ وصححه ابن عبد البر‏.‏

3948 - ‏(‏خمس صلوات‏)‏ واجبات في اليوم والليلة ‏(‏من حافظ عليهنّ‏)‏ أي على فعلهنّ ‏(‏كانت له نوراً‏)‏ في قبره وحشره ‏(‏وبرهاناً‏)‏ تخاصم وتحاجج عنه ‏(‏ونجاة‏)‏ من العذاب ‏(‏يوم القيامة ومن لم يحافظ عليهنّ‏)‏ أي على أدائهن بالشروط والأركان ‏(‏لم يكن له نور يوم القيامة‏)‏ حين يسعى نور المؤمنين بين أيديهم ومن خلفهم ‏(‏ولا برهان ولا نجاة‏)‏ من العذاب ‏(‏وكان يوم القيامة مع فرعون وقارون وهامان وأبي بن خلف‏)‏ الجمحي الذي آذى اللّه ورسوله وبالغ في ذلك حتى قتله اللّه بيد رسوله يوم أحد ولم يقتل بيده قط أحد غيره وفي ذكره مع هؤلاء إشعار بأنه أشقى هذه الأمة وأشدها عذاباً مطلقاً ويؤيده خبر أشقى الناس من قتل نبياً أو قتله نبي‏.‏

- ‏(‏ابن نصر عن ابن عمرو‏)‏ بن العاص‏.‏

3949 - ‏(‏خمس فواسق‏)‏ قال النووي‏:‏ روي بالإضافة وبالتنوين قال الطيبي‏:‏ إن روي منوناً وفواسق مرفوعاً يكون مبتدأ موصوفاً ‏(‏تقتلن‏)‏ خبره وإن روي منصوباً يكون خمس صفة محذوف وفواسق معترضة نصباً على الذم قال الزمخشري‏:‏ أصل الفسق الخروج عن الاستقامة والجور وقيل للعاصي فاسق لذلك وسميت هذه الحيوانات فواسق على الاستعارة لخبثهن وخروجهن عن الحرمة وقال غيره‏:‏ سميت فواسق لخروجها بالإيذاء والإفساد عن طريق معظم الدواب ‏(‏في الحل والحرم‏)‏ لا حرمة لهن بحال والحرم بفتح الحاء والراء حرم مكة أو بضمها جمع حرام من قبيل ‏{‏وأنتم حرم‏}‏ والمراد المواضع المحرمة وعليه اقتصر في المشارق قال النووي‏:‏ والفتح أظهر ‏(‏الحية‏)‏ المراد بها هنا ما يشمل الثعبان ‏(‏والغراب ‏[‏ص 454‏]‏ الأبقع‏)‏ الذي في ظهره أو بطنه بياض وأخذ بهذا القيد قوم ورجح جمع الإطلاق لأن روايته أصح ‏(‏والفأرة‏)‏ بهمزة ساكتة وتسهل ‏(‏والكلب العقور‏)‏ من أبنية المبالغة أي الجارح المفترس كأسد وذئب ونمر سماه كلباً لاشتراكهما في السبعية ونظيره قوله في دعائه على عتبة اللّهم سلط عليه كلباً من كلابك فافترسه أسد وقيل أراد الكلب المعروف ‏(‏والحديا‏)‏ بضم الحاء وفتح الدال وشد الياء مقصور بضبط المصنف فهو تصغير الحدأة وأحد الحدأ الطائر المعروف قال ابن العربي‏:‏ أمر بالفتل وعلل بالفسق فيتعدى الحكم إلى كل من وجدت فيه العلة ونبه بالخمسة على خمسة أنواع من الفسق فنبه بالغراب على ما يجانسه من سباع الطير وكذا بالحدأة ويزيد الغراب بحل سفرة المسافر ونقب جريه وبالحية على كل ما يلسع والعقرب كذلك والحية تلسع وتفترس والعقرب يلسع ولا يفترس وبالفأرة على ما يجانسها من هوام المنازل المؤذية وبالكلب العقور على كل مفترس ومعنى فسقهن خروجهن عن حد الكف إلى الأذية‏.‏

- ‏(‏م ن ه عن عائشة‏)‏‏.‏

3950 - ‏(‏خمس‏)‏ من الحيوانات ‏(‏قتلهن حلال في الحرم‏)‏ فالحل أولى ‏(‏الحية والعقرب والحدأة والفأرة والكلب العقور‏)‏ فيباح بل يجب قتلهن في أي محل كان ولو في جوف الكعبة لأن ما كان ممنوعاً منه ثم جاز وجب قال النووي‏:‏ اتفق العلماء على أنه يجوز للمحرم قتلهن ثم اختلف فيما يكون في معناهن فقال الشافعي‏:‏ المعنى في جواز قتلهن كونهن مؤذيات فكل مؤذ للمحرم قتله وما لا فلا‏.‏ ويجوز أن يقتل في الحرم كل من وجب عليه قتل بقود أو رجم أو محاربة ويجوز إقامة الحدود فيه‏.‏

- ‏(‏د عن أبي هريرة‏)‏‏.‏

3951 - ‏(‏خمس كلها فاسقة‏)‏ قال أبو البقاء‏:‏ كذا وقع في هذه الرواية بالتاء ووجهه أنه محمول على المعنى فإن المعنى كل منهن فاسقة ويجوز أن يكون ألحق التاء للمبالغة كقولهم رجل نسابة وخليفة ولو حمل على اللفظ لقال كلهن فاسق كما قال اللّه تعالى ‏{‏وكلهم آتيه يوم القيامة فرداً‏}‏ انتهى ‏(‏يقتلهن المحرم‏)‏ حال إحرامه ولا يؤزر بل يؤجر ‏(‏ويقتلهن في الحرم‏)‏ ولو في المسجد ‏(‏الفأرة والعقرب والحية والكلب العقور والغراب‏)‏ سمي به لسواده ومنه ‏{‏وغرابيب سود‏}‏ وهما لفظتان بمعنى واحد والعرب تتشاءم به ولذلك اشتقوا منه الغربة والاغتراب وغراب البين هو الأبقع قال صاحب المجالسة‏:‏ سمي غراب البين لأنه بان من نوح لما وجهه إلى الماء فذهب ولم يرجع وقال ابن قتيبة‏:‏ سمي فاسقاً لتخلفه عن نوح حين أرسله ليأتيه بخبر أرض فترك أمره وسقط على جيفة وظاهر تقييده في هذه الأخبار الكلب بكونه عقوراً أن غيره محترم يمتنع قتله وهو المصحح عند الشافعية وعندهم قول مرجوج بجواز قتل غير العقور أيضاً للأمر بقتل الكلاب‏.‏

- ‏(‏حم عن ابن عباس‏)‏ قال الهيثمي‏:‏ وفيه ليث بن أبي سليم فهو ثقة لكنه مدلس‏.‏

3952 - ‏(‏خمس ليال لا ترد فيهن الدعوة‏)‏ من أحد دعى بدعاء سائغ متوفر الشروط والأركان والآداب ‏(‏أول ليلة من رجب وليلة النصف من شعبان وليلة الجمعة وليلة الفطر‏)‏ أي ليلة عيد الفطر ‏(‏وليلة النحر‏)‏ أي عيد الأضحى فيسن قيام هؤلاء الليالي والتضرع والابتهال فيها وقد كان السلف يواظبون عليه، روى الخطيب في غنية الملتمس أن عمر بن عبد العزيز كتب إلى عدي بن أرطاة عليك بأربع ليال في السنة فإن اللّه تعالى يفرغ فيهن الرحمة ثم سردها‏.‏

- ‏(‏ابن عساكر‏)‏ في تاريخه ‏[‏ص 455‏]‏ ‏(‏عن أبي أمامة‏)‏ ورواه عنه أيضاً الديلمي في الفردوس فما أوهمه صنيع المصنف من كونه لم يخرجه أحد ممن وضع لهم الرموز غير سديد ورواه البيهقي من حديث ابن عمر وكذا ابن ناصر والعسكري قال ابن حجر‏:‏ وطرقه كلها معلولة‏.‏

3953 - ‏(‏خمس من الفطرة‏)‏ وفي رواية الفطرة خمس وهي بكسر الفاء مقولة بالاشتراك بمعنى الخلق والجبلة والسنة وهي المرادة هنا كما مر أي خمس من السنة القديمة التي اختارها الأنبياء واتفقت عليها الشرائع حتى صارت كأنها أمر جبلوا عليه والحصر في الخمسة غير حقيقي بدليل رواية عشر وأكثر بل مجازي بطريق المبالغة في الحث على الخمس لأنها أهم وآكد وإن كان غيرها من الفطرة فالمراد حصر الأكمل ويحتمل أنه أعلم بالخمس ثم زيد ‏(‏الختان‏)‏ بالكسر اسم لفعل الختان وسمى به المحل وهي الجلدة التي تقطع فختان الرجل هو الحرف المستدير على أسفل الحشفة وهو الذي تترتب الأحكام على تغييبه في الفرج وختان المرآة قطع جلدة كعرف الديك فوق الفرج قال الشافعي‏:‏ وهو واجب دون بقية الخمس ولا مانع من أن يراد بالفطرة القدر المشترك الذي يجمع الوجوب والندب وهو الطلب المؤكد كما مر ‏(‏والاستحداد‏)‏ وفي رواية بدله حلق العانة قال في المنار‏:‏ وهو أوسع من الاستحداد فإنه يصدق على التنور ولا يصدق عليه الاستحداد فإنه الحلق بالحديد وذكر الحلق غالبي والمطلوب الإزالة ‏(‏وقص الشارب‏)‏ الشعر النابت على الشفة العليا ولا بأس بترك سباليه عند الغزالي لكن نوزع وتحصل السنة بقصه بنفسه وهو أولى وبقص غيره له ‏(‏وتقليم الأظفار‏)‏ تفعيل من القلم القطع والمراد إزالة ما يزيد على ما يلابس رأس الأصبع من الظفر لأن الوسخ يجتمع فيه قال ابن العربي‏:‏ وقص الأظفار سنة إجماعاً ولا نعلم قائلاً بوجوبه لذاته لكن إن منع الوسخ وصول الماء للبشرة وجبت إزالته للطهارة وشمل العموم أصابع اليدين والرجلين فلو اقتصر على بعضها مع استوائها في الحاجة لم يحصل المقصود بل هو كالمشي في نعل واحدة وشمل الأصبع الزائدة واليد الزائدة بناء على أن الفرد النادر يدخل في العموم ذكره ابن دقيق العيد وتتأدى السنة بقصه بنفسه وهو أولى وبقص غيره إذ لا هتك حرمة ولا خرم مروءة سيما من يعسر عليه قص يمناه ذكره العراقي ‏(‏ونتف الإبط‏)‏ لأنه محل الريح الكريه المجتمع بالعرق فيتلبد ويهيج فشرع نتفه ليضعف ويحصل أصل السنة بحلقه والنتف أفضل فإن الحلق يهيج الشعر‏.‏

- ‏(‏حم ق عن أبي هريرة‏)‏ وفي الباب غيره‏.‏

3954 - ‏(‏خمس من الدواب كلهن فاسق‏)‏ سميت به لخروجها بالإيذاء والإفساد عن طريق معظم الدواب أو لتحريم أكلها قال اللّه تعالى ‏{‏ذلكم فسق‏}‏ بعد ما ذكر ما حرم أكله ‏(‏يقتلن‏)‏ وفي رواية يقتلهن بالهاء أي المرء وقوله فاسق صفة لكل مذكر ويقتلن فيه ضمير راجع لمعنى كل وهو جمع وهو تأكيد لخمس كذا في التنقيح وتعقبه في المصابيح بأن صوابه أن يقال خمس مبتدأ وسوغ الابتداء به مع كونه نكرة وصفة ومن الدواب في محل رفع على أنه صفة أخرى لخمس وقوله ليقتلن جملة فعلية في محل رفع خبر المبتدأ الذي هو خمس ‏(‏في الحرم‏:‏ الغراب‏)‏ وهو ينقر ظهر البعير وينزع عينه ‏(‏والحدأة‏)‏ كعنبة مقصورة وهي أخس الطير تخطف أطعمة الناس ‏(‏والعقرب‏)‏ واحدة العقارب والأنثى عقربة ‏(‏والفأرة‏)‏ بهمزة ساكنة والمراد فأرة البيت وهي الفويسقة ‏(‏والكلب العقور‏)‏ قال ابن الأثير‏:‏ الكلب العقور كل سبع يعقر أي يجرح ويقتل كأسد وذئب ونمر سماها كلباً لاشتراكها في السبعية والعقور من أبنية المبالغة الجارح وهو ‏[‏ص 456‏]‏ معروف‏.‏

- ‏(‏ق ت ن عن عائشة‏)‏‏.‏

3955 - ‏(‏خمس من الدواب ليس على المحرم في قتلهن جناح‏)‏ أي حرج ‏(‏الغراب والحدأة‏)‏ بكسر الحاء مهموزة ‏(‏والعقرب والفأرة والكلب العقور‏)‏ علله الشافعي بأنهن مما لا يؤكل وما لا يؤكل ولا تولد من مأكول وغيره إذا قتله المحرم لا فدية عليه وعلله مالك بأنهن مؤذيات وكل مؤذ يجوز للمحرم قتله وما لا فلا‏.‏ وقال البيضاوي‏:‏ إنما سميت هذه الحيوانات فواسق لخبلهن تشبيهاً بالفساق وقيل لخروجهن من الحرمة في الحل والحرم وقيل لحرمتهن وخصت بالحكم لأنها مؤذيات مفسدات تكثر في المساكن والعمران ويعسر دفعها والتحرز منها فإن منها ما هو كالمنتهز للفرصة إذا تمكن من إضرار بادر إليه وإذا أحس بطلب أو دفع فر منه بطيران أو اختفى في نفق ومنها ما هو صائل يتغلب لا ينزجر بالخسء كالكلب العقور وهو كلها يعدى على الإنسان ويصول عليه ويعفره أي يجرحه من العقور وهو الجرح وقاس عليه الشافعي كل سبع ضار أو صائل وقيل إنه يعم بلفظه كل سبع عقور ويدل عليه دعاء المصطفى صلى اللّه عليه وسلم على عتبة اللّهم سلط عليه كلباً من كلابك ففرسه الأسد والغراب الأبقع الذي فيه سواد أو بياض لأنه أكثر ضرراً وأسرع فساداً‏.‏

- ‏(‏مالك‏)‏ في المؤطأ ‏(‏ق حم د ن ه عن ابن عمر‏)‏ بن الخطاب‏.‏

3956 - ‏(‏خمس‏)‏ من الخصال ‏(‏من حق المسلم على‏)‏ أخيه ‏(‏المسلم رد التحية‏)‏ يعني السلام ‏(‏وإجابة الدعوة‏)‏ لوليمة عرس أو غيرها وجوباً في الأولى وندباً في غيرها ‏(‏وشهود الجنازة‏)‏ أي حضور الصلاة عليها وفعلها واتباعها إلى الدفن أفضل ‏(‏وعيادة المريض‏)‏ أي زيارته في مرضه ‏(‏وتشميت العاطس إذا حمد اللّه‏)‏ بأن يقول له يرحمك اللّه فإن لم يحمد لم يشمته لتقصيره‏.‏

- ‏(‏ه عن أبي هريرة‏)‏‏.‏

3957 - ‏(‏خمس من الإيمان‏)‏ أي من خصال الإيمان ‏(‏من لم يكن فيه شيء منهن فلا إيمان له‏)‏ إيماناً كاملاً ‏(‏التسليم لأمر اللّه‏)‏ فيما أمر به ‏(‏والرضا بقضاء اللّه‏)‏ فيما قدره ‏(‏والتفويض إلى اللّه والتوكل على اللّه والصبر عند الصدمة الأولى‏)‏ وهي حالة فجأة المصيبة وابتداء وقوعها، وزاد الطبراني في روايته‏:‏ ولم يطعم امرؤ حقيقة الإسلام حتى يأمنه الناس على دمائهم وأموالهم‏.‏

- ‏(‏البزار‏)‏ في مسنده من حديث سعيد بن سنان عن أبي الزاهرية عن كثير بن مرة ‏(‏عن ابن عمر‏)‏ بن الخطاب ثم قال أعني مخرجه البزار عقبه عليه سعيد بن سنان أي وهو ضعيف ورواه الطبراني من هذا الوجه‏.‏ قال الهيثمي‏:‏ وفيه سعيد بن سنان لا يحتج به‏.‏

3958 - ‏(‏خمس من سنن المرسلين‏)‏ أي من شأنهم وفعلهم ‏(‏الحياء‏)‏ الذي هو خجل الروح من كل عمل لا يحسن في الملأ الأعلى وذلك لأنه يطهر الروح من أسباب النفس ‏(‏والحلم‏)‏ الذي هو سعة الصدر وانشراحه لورود النور عليه ‏(‏والحجامة‏)‏ لأن للدم حرارة وقوة وهو غالب على قلوب المرسلين فيغلي من ذلك دماؤهم فإذا لم تنقص أضرت ‏(‏والسواك‏)‏ لأن الفم طريق الوحي ومحل لنجوى الملك فإهماله تضييع لحرمة الوحي ‏(‏والتعطر‏)‏ لأنه ليس للملائكة ‏[‏ص 457‏]‏ حظ مما للبشر إلا الريح الطيب وهم يكثرون مخالطة الرسل فيكون الطيب بمنزلة قراهم‏.‏

- ‏(‏تخ والحكيم‏)‏ الترمذي في النوادر ‏(‏والبزار‏)‏ في المسند ‏(‏والبغوي‏)‏ في المعجم ‏(‏طب وأبو نعيم‏)‏ الأصبهاني ‏(‏في‏)‏ كتاب ‏(‏المعرفة هب‏)‏ كلهم ‏(‏عن حصين‏)‏ مصغر حصن بكسر الحاء وسكون الصاد المهملتين بن عبد اللّه ‏(‏الخطمي‏)‏ بفتح المعجمة جد مليح بن عبد اللّه ثم قال البيهقي عقب تخريجه‏:‏ هذا ذكره البخاري في التاريخ عن عبد الرحمن بن أبي فديك ومحمد بن إسماعيل عن عمر بن محمد الأسلمي فعمر يتفرد به، إلى هنا كلامه، وعمر هذا أورده الذهبي في الضعفاء وقال‏:‏ هو من المجاهيل اهـ وقال الحافظ العراقي‏:‏ سنده ضعيف وللترمذي وحسنه من حديث أبي أيوب أربع فأسقط الحلم والحجامة وزاد النكاح‏.‏

3959 - ‏(‏خمس من سنن المرسلين‏)‏ الظاهر أنه أراد في هذا وما قبله بهم ما يشمل الأنبياء ‏(‏الحياء والحلم والحجامة والتعطر والنكاح‏)‏ لأن النور إذا امتلأ الصدر منه ففاض في العروق التذت النفس وثارت الشهوة وريح الشهوة إذا قوي فإنما يقوى من القلب والنفس والرسل قد أعطوا من فضل تلك القوى ما يفوق غيرهم‏.‏

- ‏(‏طب عن ابن عباس‏)‏ قال الهيثمي‏:‏ فيه إسماعيل بن شيبة قال الذهبي‏:‏ واه وذكر له هذا الحديث وغيره اهـ ورواه عنه أحمد أيضاً لكنه قال السواك بدل النكاح‏.‏

3960 - ‏(‏خمس‏)‏ من الخصال ‏(‏من فعل واحدة منهن كان ضامناً على اللّه‏)‏ أن يدخله الجنة ويعيذه من النار ‏(‏من عاد مريضاً‏)‏ أي زاره في مرضه ‏(‏أو خرج مع جنازة‏)‏ للصلاة عليها ‏(‏أو خرج غازياً‏)‏ لتكون كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة اللّه هي العليا ‏(‏أو دخل على إمامه‏)‏ يعني الإمام الأعظم ‏(‏يريد تعزيزه وتوقيره أو قعد في بيته‏)‏ يعني اعتزل الناس في بيته أو غيره ‏(‏فسلم الناس منه‏)‏ أي من أذاه ‏(‏وسلم من الناس‏)‏ أي من أذاهم‏.‏

- ‏(‏حم طب عن معاذ‏)‏ بن جبل‏.‏ قال الهيثمي‏:‏ فيه ابن لهيعة وفيه مقال مشهور وبقية رجاله ثقات‏.‏

3961 - ‏(‏خمس من قبض‏)‏ أي مات ‏(‏في شيء منهن فهو شهيد‏:‏ المقتول في سبيل اللّه‏)‏ أي في قتال الكفار لإعلاء كلمة اللّه ‏(‏شهيد‏)‏ في أحكام الدنيا والآخرة ‏(‏والغريق في سبيل اللّه شهيد‏)‏ من شهداء الآخرة ‏(‏والمبطون‏)‏ أي الميت بوجع البطن وبالإسهال ‏(‏في سبيل اللّه شهيد‏)‏ من شهداء الآخرة ‏(‏والمطعون‏)‏ أي الميت بالطعن الذي هو وخز الجن أو فساد في الهوى على ما مر ‏(‏في سبيل اللّه شهيد‏)‏ من شهداء الآخرة ‏(‏والنفساء‏)‏ أي التي تموت عقب ولادتها بسبب الولادة ‏(‏في سبيل اللّه شهيدة‏)‏ من شهداء الآخرة‏.‏

- ‏(‏ن عن عقبة بن عامر‏)‏ الجهني‏.‏

3962 - ‏(‏خمس من عملهن في يوم‏)‏ أي يوم كان ‏(‏كتبه اللّه‏)‏ أي قدر أو أمر الملائكة أن تكتب أنه من ‏(‏أهل الجنة‏)‏ وهذا علامة على حسن الخاتمة وبشرى له بذلك ‏(‏من صام يوم الجمعة‏)‏ صوم تطوع ‏(‏وراح إلى الجمعة‏)‏ أي إلى محلها ‏[‏ص 458‏]‏ لصلاتها ‏(‏وعاد مريضاً‏)‏ ولو أجنبياً ‏(‏وشهد جنازة‏)‏ أي حضرها وصلى عليها ‏(‏وأعتق رقبة‏)‏ لوجه اللّه تعالى أي خلصها من الرق‏.‏

- ‏(‏ع حب عن أبي سعيد‏)‏ الخدري قال الهيثمي‏:‏ رجاله ثقات‏.‏

3963 - ‏(‏خمس لا يعلمهن إلا اللّه‏)‏ على وجه الإحاطة والشمول كلياً وجزيئاً فلا ينافيه اطلاع اللّه بعض خواصه على كثير من المغيبات حتى من هذه الخمس لأنها جزئيات معدودة وإنكار المعتزلة لذلك مكابرة ‏(‏إن اللّه عنده علم الساعة‏)‏ أي تعيين وقت قيامها ‏(‏وينزل‏)‏ بالتخفيف والتشديد ‏(‏الغيث‏)‏ أي يعلم نزوله في زمانه ‏(‏ويعلم ما في الأرحام‏)‏ من ذكر وأنثى وشقي وسعيد ‏(‏وما تدري نفس ماذا تكسب غداً‏)‏ من خير وشر، جعل لنا الدراية التي فيها معنى الجبلة ولجنابه تقدس العلم، تفرقه بين العلمين، وأفاد أن ما هو بجبلتنا لا نعرف عاقبته فكيف بغيره ‏(‏وما تدري نفس بأي أرض تموت‏)‏ خص المكان ليعرف الزمان من باب أولى لأن الأول في وسعنا بخلاف الثاني وتخصيص الخمسة لسؤالهم عنها‏.‏

- ‏(‏حم والروياني‏)‏ في مسنده عن ‏(‏بريدة‏)‏ قال الهيثمي‏:‏ رجال أحمد رجال الصحيح اهـ وظاهر صنيع المصنف أن ذا مما لم يخرج في أحد الصحيحين مع أن البخاري خرجه في الاستسقاء بلفظ مفاتيح الغيب خمس ‏{‏إن اللّه عنده علم الساعة‏}‏ إلخ‏.‏

3964 - ‏(‏خمس ليس لهن كفارة‏:‏ الشرك باللّه‏)‏ يعني الكفر به وخص الشرك به لغلبته حالتئذ ‏(‏وقتل النفس‏)‏ أي المعصومة ‏(‏بغير حق وبهت المؤمن‏)‏ أي قوله عليه ما لم يفعله حتى حيره في أمره وأدهشه يقال بهته كمنعه بهتاً وبهتاناً قال‏:‏ عليه ما لم يفعل والبهتة الباطل الذي يتحير من بطلانه والكذب كالبهت بالضم ومقتضى تخصيص المؤمن أن الذمي ليس كذلك ويحتمل إلحاقه به وعليه إنما خص به المؤمن لأن بهته أشد ‏(‏والفرار من الزحف‏)‏ حيث لم يجز الفرار ‏(‏ويمين صابرة يقتطع بها مالاً‏)‏ لغيره ‏(‏بغير حق‏)‏‏.‏

- ‏(‏حم وأبو الشيخ ‏[‏ابن حبان‏]‏ في التوبيخ‏)‏ كلاهما ‏(‏عن أبي هريرة‏)‏ ورواه عنه أيضاً الديلمي‏.‏

3965 - ‏(‏خمس من قواصم‏)‏ كذا في خط المصنف وكتب على الحاشية أن في رواية هن من قواصم ‏(‏الظهر‏)‏ أي كسره يقال قصمه يقصمه كسره وأبانه أو كسره وإن لم يبينه فانقصم وتقصم ‏(‏عقوق الوالدين‏)‏ أو أحدهما وإن علا ‏(‏والمرأة يأتمنها زوجها‏)‏ على نفسها أو ماله ‏(‏تخونه‏)‏ بالزنى أو السحاق والتصرف في ماله بغير إذنه ‏(‏والإمام‏)‏ أي الأعظم ‏(‏يطيعه الناس ويعصي اللّه عز وجل ورجل وعد‏)‏ رجلاً ‏(‏من نفسه خيراً‏)‏ أي أن يفعل معه خيراً ‏(‏فأخلف‏)‏ ما وعد ‏(‏واعتراض المرء في أنساب الناس‏)‏ وفي رواية بدله ووقيعة المرء في أنساب الناس وظاهر صنيع المصنف أن هذا هو الحديث بتمامه والأمر بخلافه بل بقيته كما في الفردوس وغيره وكلكم لآدم وحواء اهـ‏.‏

- ‏(‏هب عن أبي هريرة‏)‏ وفيه الحارث بن النعمان أورده الذهبي في الضعفاء وقال أبو حاتم غير قوي ورواه عنه أيضاً الديلمي‏.‏

‏[‏ص 459‏]‏ 3966 - ‏(‏خمس من العبادة قلة الطعم‏)‏ أي الأكل والشرب قال الحرالي‏:‏ جعل اللّه فضول المطعم والمشرب في الدنيا سبب لقسوة القلب وإبطاء الجوارح عن الطاعة والصمم عن سماع الموعظة ‏(‏والعقود في المساجد‏)‏ لانتظار الصلاة أو للاعتكاف أو لنحو علم أو قرآن ‏(‏والنظر إلى الكعبة‏)‏ أي مشاهدة البيت ولو من وراء الستور ‏(‏والنظر إلى المصحف‏)‏ أي القراءة فيه نظراً فإنها أفضل من القراءة من ظهر قلب فإن القارئ في المصحف يستعمل لسانه وعينه فهو في عبادتين والقارئ من حفظه يقتصر على اللسان وفي نسخة النظر إلى المصحف أي فيه أو إلى ما فيه ‏(‏والنظر إلى وجه العالم‏)‏ العامل بعلمه والمراد العلم الشرعي قال في الفردوس‏:‏ ويروى النظر إلى وجه الوالدين دون النظر إلى الكعبة‏.‏

- ‏(‏فر عن أبي هريرة‏)‏ وفيه سليمان بن الربيع النهدي قال الذهبي‏:‏ تركه الدارقطني‏.‏

3967 - ‏(‏خمس من أوتيهن لم يعذر على ترك عمل الآخرة زوجة صالحة‏)‏ أي دينة تعفه ‏(‏وبنون أبرار‏)‏ بآبائهم أي غير عاقين ‏(‏وحسن مخالطة الناس‏)‏ أي وملكة يقتدر بها على مخالطة الناس بحسن خلق وما ذكر من أن الرواية مخالطة الناس هو ما في نسخ كثيرة وهو الظاهر ووقفت على نسخة المصنف فرأيت فيها بخطه مخالطة النساء والظاهر أنه سبق قلم ‏(‏ومعيشة في بلده‏)‏ بنحو تجارة أو صناعة من غير تنقل في الأسفار ‏(‏وحب آل محمد‏)‏ صلى اللّه عليه وسلم فإن حبهم سبب موصل إلى اللّه والدار الآخرة ومن ثم قرنهم بالقرآن في الأخبار الماضية‏.‏